آل سعود- نهضة الجزيرة العربية من التخلف نحو العالمية والريادة.
المؤلف: ماجد قاروب09.29.2025

بعد انقضاء عهد الخلفاء الراشدين الأجلاء، رضي الله عنهم أجمعين، انتقلت حاضرة الإسلام من مهبط الوحي، المدينة المنورة، بل وتجاوزت حدود الجزيرة العربية لتستقر في ربوع الشام والعراق ومصر، وذلك خلال حقب الخلافات الأموية والعباسية والفاطمية، لأسباب سياسية وجغرافية واستراتيجية واضحة. لطالما تحدث المؤرخون والعلماء عبر الحقب الزمنية عن عواصم مثل بغداد الزاهرة، ودمشق العريقة، وقاهرة المعز الشامخة، وغيرها من مدن الشمال الأفريقي اللامعة. ولم تغب القدس الشريف عن هذا المشهد، إذ تبوأت مكانة مرموقة بين هذه الحواضر. وكل من يقارن تلك العواصم وما خلفته من آثار باهرة في تلك العصور، يدرك الفارق الشاسع بينها وبين جزيرة العرب التي ظلت بصحرائها الشاسعة وقبائلها البدوية الرحالة، على الرغم من احتضانها لمكة المكرمة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، والمدينة المنورة، عاصمة الدولة الإسلامية التي أسسها خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن بعده الخلفاء الراشدون. ثم جاءت الحقبة العثمانية وما حملته من اهتمام متزايد بعواصم أخرى، الأمر الذي أثر على مكانة الجزيرة العربية.
إضافة إلى تلك الظروف التاريخية من أطماع متزايدة، وأوضاع اقتصادية متقلبة، وحروب طاحنة، وتشتت وجهل وفقر مدقع، دفعت هذه العوامل العديد من العائلات إلى الهجرة نحو حواضر العراق والكويت والشام ومصر والهند، بحثًا عن العلم والمعرفة، وطلبًا للرزق الحلال.
نتيجة لهذه الظروف القاسية، هبّ رجال مخلصون من أهل العلم والصلاح لإنقاذ جزيرة العرب مما كانت ترزح فيه من تأخر وتخلف وعصبية جاهلية استمرت لأكثر من 1200 عام. فانطلقت شرارة الصحوة والعودة إلى الدين القويم والتوحد تحت راية الحق، «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، بقيادة آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله. والتفّت حولهم قبائل العرب وبدوها الرحل، مدعومين بالدولة السعودية الأولى، ثم الدولة السعودية الثانية التي واجهت محاولات العثمانيين لسحقها من خلال حروب ضارية في مختلف أنحاء البلاد. لكن آل سعود ورجالهم الأوفياء وأبناء القبائل الأشاوس، جيلًا بعد جيل، تصدوا لهذه المحاولات ببسالة وأعادوا تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ورجاله المخلصين، في جهاد استمر لسنوات طويلة حتى توحدت نجد والحجاز وملحقاتها تحت مسمى المملكة العربية السعودية.
يجب علينا أن نعي تمامًا هذا التحول الجذري والتطور الهائل الذي شهدته بلادنا، فها هم آل سعود يقودون العالم في مجموعة العشرين (G20)، وتتبوأ المملكة مكانة مرموقة كأكبر اقتصاد في المنطقة، وتمتلك جيشًا قويًا، وتزخر بأكبر الجامعات وأرقى المدن، بدءًا من الرياض وجدة والخبر، وصولًا إلى المشاريع العملاقة مثل نيوم والعلا وغيرها. والأهم من ذلك، تحتضن المملكة مكة المكرمة والمدينة المنورة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. لقد أصبحت القرارات العربية والإقليمية والدولية تمر عبر مكة المكرمة، وتأتي إليها قلوب المسلمين آمنة مطمئنة، وإلى المدينة المنورة للحج والعمرة والزيارة، وإلى كل مدن المملكة للعمل والاستثمار.
هذا ما قدمه لنا آل سعود، أبناء الملك عبدالعزيز البررة. والآن، يقود صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مسيرة التأسيس برؤية مباركة وطموحة، تنقل المملكة إلى آفاق المستقبل الزاهر.
لقد أنجز آل سعود في غضون 90 عامًا ما يضاهي أمجاد 900 عام من الحضارات. لذا، ليس لنا في ذكرى بيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوى تجديد البيعة بالحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن في تحويل الجزيرة العربية إلى واحة من أهم حواضر العالم، وأن نكون صفًا واحدًا مع قيادتنا الرشيدة ضد الفساد، والعمل بجد وإخلاص لنستمر خير أمة أخرجت للناس، حماية وتنمية لهذا الوطن الغالي.
«ولي العهد.. قانوني يعتمد على الدقة والحزم.. وسيادة القانون على الجميع»
أراد الله للأمة والوطن الخير الوفير، عندما تولى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد، إذ طبق أسلوب إدارته بكل دقة وحزم، واهتم بالثقافة والعلم والاقتصاد والاستثمار والتطور لكافة شرائح المجتمع، رجالًا ونساءً.
لقد طوّر ولي العهد الأمير الطموح مؤسسات الدولة، بدءًا بدعم وتأسيس النيابة العامة، ضمير المجتمع، لسيادة القانون باستقلال وحياد في جميع أنحاء الوطن، وعلى جميع السلطات والمؤسسات والأفراد. وتم وضع أنظمة عدلية حديثة وشاملة لكافة جوانب الحياة، وأسهم في إعادة هيكلة سلطات ومؤسسات الدولة، وترسيخ سلطتها الهرمية لتثبيت المرجعية التشريعية والدستورية، وجعل النزاهة والحوكمة أساس العمل، وحافظ على ثروات الوطن ومقدراته.
كانت بيعة ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان نقطة تحول فارقة، إذ عمل منذ اللحظة الأولى على خدمة الوطن وحماية مقدراته وتنميتها، فتغيرت معه جميع ملامح حياة المجتمع السعودي الذي تخلص من مظاهر الفساد وأصبح المجتمع مطمئنًا لعدالة الفرص والمساواة، وسعيدًا بفرص العمل والحياة الجديدة. ولم يعد المجتمع والعالم ينتظر إلا بشائر الخير من قرارات في الترفيه والرياضة والصحة والتعليم والعمل والاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعدين والطاقة والبيئة، وينتظر بشغف الجديد من مشاريع التنمية العملاقة في جميع المناطق.
في شهر الخير الذي تصادف إحدى لياليه المباركة ليلة 27 ذكرى البيعة الميمونة للأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، يستذكر السعوديون هذه الليلة المباركة التي توافق عند الكثيرين ليلة القدر. ويظل الحضور اللافت لولي العهد في المحافل الإقليمية والدولية كافة محل إشادة وتقدير وإعجاب من الجميع.
وبقيادة ولي العهد، شهدنا تغييرات جذرية في السياسات المالية والأمنية والدفاعية والعسكرية للمملكة، وإعادة دفع عجلة الاقتصاد ليكون مبنيًا على الحوكمة والترشيد ودعم صندوق الاستثمارات العامة وتحقيق التوازن المالي وهيكلة اقتصاد جديد في قطاعات حديثة مثل الترفيه، وأيضًا خصخصة القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها من مؤسسات الدولة ومنح القطاع الخاص فرصًا كبيرة واعدة لتنمية الاقتصاد وإنشاء المدن الجديدة مثل القدية ونيوم وغيرها من المشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها، كل هذه التغييرات أتت من أجل مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
ولا يقتصر الحديث على الشأن المحلي فحسب، بل تجلت القدرة السياسية والرؤية الحكيمة لولي العهد على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويتجلى ذلك في مساعيه للجمع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لحل أعقد النزاعات العالمية وأكثرها خطورة.
إضافة إلى تلك الظروف التاريخية من أطماع متزايدة، وأوضاع اقتصادية متقلبة، وحروب طاحنة، وتشتت وجهل وفقر مدقع، دفعت هذه العوامل العديد من العائلات إلى الهجرة نحو حواضر العراق والكويت والشام ومصر والهند، بحثًا عن العلم والمعرفة، وطلبًا للرزق الحلال.
نتيجة لهذه الظروف القاسية، هبّ رجال مخلصون من أهل العلم والصلاح لإنقاذ جزيرة العرب مما كانت ترزح فيه من تأخر وتخلف وعصبية جاهلية استمرت لأكثر من 1200 عام. فانطلقت شرارة الصحوة والعودة إلى الدين القويم والتوحد تحت راية الحق، «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، بقيادة آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله. والتفّت حولهم قبائل العرب وبدوها الرحل، مدعومين بالدولة السعودية الأولى، ثم الدولة السعودية الثانية التي واجهت محاولات العثمانيين لسحقها من خلال حروب ضارية في مختلف أنحاء البلاد. لكن آل سعود ورجالهم الأوفياء وأبناء القبائل الأشاوس، جيلًا بعد جيل، تصدوا لهذه المحاولات ببسالة وأعادوا تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ورجاله المخلصين، في جهاد استمر لسنوات طويلة حتى توحدت نجد والحجاز وملحقاتها تحت مسمى المملكة العربية السعودية.
يجب علينا أن نعي تمامًا هذا التحول الجذري والتطور الهائل الذي شهدته بلادنا، فها هم آل سعود يقودون العالم في مجموعة العشرين (G20)، وتتبوأ المملكة مكانة مرموقة كأكبر اقتصاد في المنطقة، وتمتلك جيشًا قويًا، وتزخر بأكبر الجامعات وأرقى المدن، بدءًا من الرياض وجدة والخبر، وصولًا إلى المشاريع العملاقة مثل نيوم والعلا وغيرها. والأهم من ذلك، تحتضن المملكة مكة المكرمة والمدينة المنورة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. لقد أصبحت القرارات العربية والإقليمية والدولية تمر عبر مكة المكرمة، وتأتي إليها قلوب المسلمين آمنة مطمئنة، وإلى المدينة المنورة للحج والعمرة والزيارة، وإلى كل مدن المملكة للعمل والاستثمار.
هذا ما قدمه لنا آل سعود، أبناء الملك عبدالعزيز البررة. والآن، يقود صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مسيرة التأسيس برؤية مباركة وطموحة، تنقل المملكة إلى آفاق المستقبل الزاهر.
لقد أنجز آل سعود في غضون 90 عامًا ما يضاهي أمجاد 900 عام من الحضارات. لذا، ليس لنا في ذكرى بيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوى تجديد البيعة بالحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن في تحويل الجزيرة العربية إلى واحة من أهم حواضر العالم، وأن نكون صفًا واحدًا مع قيادتنا الرشيدة ضد الفساد، والعمل بجد وإخلاص لنستمر خير أمة أخرجت للناس، حماية وتنمية لهذا الوطن الغالي.
«ولي العهد.. قانوني يعتمد على الدقة والحزم.. وسيادة القانون على الجميع»
أراد الله للأمة والوطن الخير الوفير، عندما تولى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد، إذ طبق أسلوب إدارته بكل دقة وحزم، واهتم بالثقافة والعلم والاقتصاد والاستثمار والتطور لكافة شرائح المجتمع، رجالًا ونساءً.
لقد طوّر ولي العهد الأمير الطموح مؤسسات الدولة، بدءًا بدعم وتأسيس النيابة العامة، ضمير المجتمع، لسيادة القانون باستقلال وحياد في جميع أنحاء الوطن، وعلى جميع السلطات والمؤسسات والأفراد. وتم وضع أنظمة عدلية حديثة وشاملة لكافة جوانب الحياة، وأسهم في إعادة هيكلة سلطات ومؤسسات الدولة، وترسيخ سلطتها الهرمية لتثبيت المرجعية التشريعية والدستورية، وجعل النزاهة والحوكمة أساس العمل، وحافظ على ثروات الوطن ومقدراته.
كانت بيعة ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان نقطة تحول فارقة، إذ عمل منذ اللحظة الأولى على خدمة الوطن وحماية مقدراته وتنميتها، فتغيرت معه جميع ملامح حياة المجتمع السعودي الذي تخلص من مظاهر الفساد وأصبح المجتمع مطمئنًا لعدالة الفرص والمساواة، وسعيدًا بفرص العمل والحياة الجديدة. ولم يعد المجتمع والعالم ينتظر إلا بشائر الخير من قرارات في الترفيه والرياضة والصحة والتعليم والعمل والاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعدين والطاقة والبيئة، وينتظر بشغف الجديد من مشاريع التنمية العملاقة في جميع المناطق.
في شهر الخير الذي تصادف إحدى لياليه المباركة ليلة 27 ذكرى البيعة الميمونة للأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، يستذكر السعوديون هذه الليلة المباركة التي توافق عند الكثيرين ليلة القدر. ويظل الحضور اللافت لولي العهد في المحافل الإقليمية والدولية كافة محل إشادة وتقدير وإعجاب من الجميع.
وبقيادة ولي العهد، شهدنا تغييرات جذرية في السياسات المالية والأمنية والدفاعية والعسكرية للمملكة، وإعادة دفع عجلة الاقتصاد ليكون مبنيًا على الحوكمة والترشيد ودعم صندوق الاستثمارات العامة وتحقيق التوازن المالي وهيكلة اقتصاد جديد في قطاعات حديثة مثل الترفيه، وأيضًا خصخصة القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها من مؤسسات الدولة ومنح القطاع الخاص فرصًا كبيرة واعدة لتنمية الاقتصاد وإنشاء المدن الجديدة مثل القدية ونيوم وغيرها من المشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها، كل هذه التغييرات أتت من أجل مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
ولا يقتصر الحديث على الشأن المحلي فحسب، بل تجلت القدرة السياسية والرؤية الحكيمة لولي العهد على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويتجلى ذلك في مساعيه للجمع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لحل أعقد النزاعات العالمية وأكثرها خطورة.